مؤتمرات منظمة الصحة العالمية لتعزيز الصحة عبر التاريخ ج١

مؤتمرات منظمة الصحة العالمية لتعزيز الصحة عبر التاريخ

صورة توضح التسلسل الزمني لمؤتمرات تعزيز الصحة 

لقد كانت حكومة كندا اول من تنبه أن الصحة البدنية والعقلية الجيدة ضرورية لنوعية الحياة التي يطمح الجميع لها.

حيث اقترح مارك لالوند ، الذي كان وزيراً للصحة والرعاية الاجتماعية في كندا عام 1974 ، مفهومًا جديدًا

 لـ  "مجال الصحة" ، يختلف عن الرعاية الطبية. فقد أشار لولاند إلى أن "النظرة التقليدية" في  المجال 

الصحي والتي كانت ان علم الطب هو المنبع الذي تدفقت منه جميع اقسام الصحة ،  والاعتقاد السائد ان 

مستوى الصحة يقاس بجودة الدواء يحب ان يتغير وان " المفهوم الجديد "يقسم المجال الصحي إلى 

أربعة عناصر واسعة وهي: البيولوجيا البشرية ، والبيئة ، ونمط الحياة  والرعاية  الصحية.

 أي أن محددات الصحة موجودة خارج نطاق أنظمة الرعاية الصحية. 

فأصدر لولاند في ذات العام تقريراً في كندا بعنوان "منظور جديد حول صحة الكنديين".

 والذي تناول مفهوم  "المجال  الصحي" بصورته الجديدة ، حيث حدد هدفين رئيسيين يتعلقان بالصحة وهما : نظام 

الرعاية الصحية ؛ والوقاية من المشاكل  الصحية  وتعزيز الصحة. حيث يعتبر هذا التقرير بمثابة  "أول وثيقة 

حكومية  حديثة في العالم  الغربي تعترف بأن  تركيزنا على نظام  الرعاية الصحية الطبية أمر خاطئ ، وأننا بحاجة إلى

 النظر  إلى ما وراء نظام الرعاية الصحية التقليدية إذا كنا نرغب في تحسين صحة المواطنين. " وبعد 3 سنوات من 

اصدار هذا التقرير، تقرر انشاء اول مؤتمر لتعزيز الصحه والذي سمي بـ (بيان الما اتا للرعاية الاولية)

بيان الما اتا للرعاية الاولية الصحية (١٩٧٨)

صورة حقيقة للمؤتمر

صورة حقيقة للمؤتمر

في عام ١٩٧٨ ، أطلقت جمعية الصحة العالمية في اجتماعها الثاني والثلاثين (١)

الاستراتيجية العالمية للصحة للجميع بحلول عام ٢٠٠٠ من خلال بناء القرارت الصحية.

 عقد الاجتماع في  ألما آتا، والتي كانت تتبع اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وتسمى بدولة كازاخستان في 

عصرنا الحالي.  في هذا الاجتماع أيدت جمعية الصحة تقرير وإعلان المؤتمر الدولي حول النظام الاولي للرعاية 

الصحية، في نفس القرار ، دعت جمعية الصحة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية إلى التحرك بشكل فردي في 

صياغة  السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية لتحقيق هذا الهدف ، وبشكل جماعي في الصياغة الإقليمية

  والاستراتيجيات  العالمية ، وذلك كأساس للمبادئ التوجيهية الصادرة عن المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في 

الوثيقة المعنونة  صياغة استراتيجيات الصحة للجميع بحلول عام ٢٠٠٠. اما على مستوى الاستجابة قامت العديد من 

البلدان بإعادة صياغة استراتيجياتهم الوطنية الإقليمية والعالمية المتعلقة بالصحة لتتناسب مع الاهداف الجديدة.

(١) جمعية الصحة العالمية (WHA) هي المنتدى الذي تحكم منظمة الصحة العالمية من خلاله الدول الأعضاء البالغ 

عددها 194 دولة. وهي أعلى هيئة لوضع السياسات الصحية في العالم وتتألف من وزراء الصحة من الدول الأعضاء.

مؤتمر الصحة للجميع بحلول عام ٢٠٠٠ (١٩٨١)

صورة من الوثيقة الاصلية

جاء هذا المؤتمر في جنيف بعد مؤتمر الما اتا حتى يكون مكملاً له وفيه تم استرجاع الاهداف وصياغة بعضها والاطلاع

 على مستوى التقدم الذي احرزته كل دولة على حدة تجاه الاهداف المرسومة سابقاً وسأستعرض معكم اهم القرارت التي 

رسمت في ذلك المؤتمر وفيه تم الاتفاق على:

١. تعتمد الاستراتيجية العالمية للصحة للجميع بحلول عام 2000.

٢. تتعهد منظمة الصحة العالمية بالالتزام التام بالوفاء بدورها في هذا الاتفاق الرسمي من أجل الصحة.

٣. يقرر رصد التقدم وتقييم فعالية الاستراتيجية بشكل منتظم فترات.

٤. يدعو الدول الأعضاء:

(أ) لصياغة أو تعزيز وتنفيذ استراتيجياتها للصحة للجميع وفقًا لما تقتضيه حاجاتهم ومراقبة تقدمهم وتقييم فعاليتهم.

(ب) تجنيد جميع طبقات المجتمعات و فئة العاملين الصحيين والجمعيات المعنيه الأخرى.

٥. يطلب من اللجان الإقليمية:

مراجعة الاستراتيجياتها الإقليمية، وتحديثها حسب الضرورة في ضوء الاستراتيجية العالمية، ورصدها وتقييمها على 

فترات منتظمة .

(
    

ميثاق أوتاوا لتعزيز الصحة (١٩٨٦)

يعتبر هذا المؤتمر الدولي هو الأول لتعزيز الصحة، اقيم في أوتاوا في ٢١ نوفمبر ١٩٨٦ يقدم المؤتمر الدولي الأول 

لتعزيز الصحة، هذا الميثاق للعمل من أجل تحقيق الصحة للجميع بحلول عام ٢٠٠٠ وما بعده.

كان هذا المؤتمر استجابة لتوقعات متزايدة لحركة الصحة العامة الجديدة في جميع أنحاء العالم. ركزت المناقشات على 

الاحتياجات في البلدان الصناعية ، ولكنها أخذت في الاعتبار المخاوف المماثلة في جميع المناطق الأخرى. 

واستند التقرير إلى التقدم المحرز من خلال الإعلان الخاص بالرعاية الصحية الأولية في ألما آتا ، وثيقة منظمة الصحة 

العالمية للأهداف الصحية للجميع ، والنقاش الأخير في جمعية الصحة العالمية حول العمل المشترك بين القطاعات من 

أجل الصحة.

وقد اقرت ان الشروط الأساسية والموارد اللازمة لصحة جيدة هي:

١. سلام.                       ٢. مأوى.

٣.التعليم.                      ٤. طعام.

٥.مدخول مادي.             ٦. نظام بيئي مستقر.

٧.الموارد المستدامة.         ٨.العدالة الاجتماعية ، والإنصاف.

  يتطلب تحسين الصحة أساسًا آمنًا في هذه المتطلبات الأساسية.

يحدد ميثاق أوتاوا ثلاث استراتيجيات أساسية لتعزيز الصحة:

دعم - الصحة الجيدة هي مورد رئيسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والشخصية ، وهي بُعد مهم لنوعية الحياة. يمكن للعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والسلوكية والبيولوجية أن تدعم أو تضر بالصحة. يهدف تعزيز الصحة إلى جعل هذه الظروف مواتية ، من خلال الدعوة للصحة.

تمكين - تعزيز الصحة يركز على تحقيق العدالة في الصحة. تهدف إجراءات تعزيز الصحة إلى تقليل الاختلافات في الحالة الصحية الحالية وضمان توافر الفرص والموارد المتساوية لتمكين جميع الناس من تحقيق إمكاناتهم الصحية الكاملة. يتضمن ذلك أساسًا آمنًا في بيئة داعمة ، والوصول إلى المعلومات ، والمهارات الحياتية وفرص اتخاذ خيارات صحية. لا يمكن للناس تحقيق أقصى إمكاناتهم الصحية إلا إذا كانوا قادرين على التحكم في تلك الأشياء التي تحدد صحتهم. يجب أن ينطبق هذا بالتساوي على النساء والرجال والاعراق المختلفة.

الوساطه او الشفاعه  - لا يمكن ضمان الشروط المسبقة وآفاق الصحة من قبل القطاع الصحي وحده. يتطلب تعزيز الصحة اتخاذ إجراءات منسقة من قبل جميع المعنيين ، بما في ذلك الحكومات والقطاعات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والمنظمات غير الحكومية والتطوعية والسلطات المحلية والصناعة ووسائل الإعلام.

يواصل كل مؤتمر تعزيز مبادئ وممارسات تعزيز الصحة ، مثل السياسة العامة السليمة ، والبيئات الداعمة ، وبناء تحالفات صحية وسد فجوة المساواة.

اديلايد - السياسات الصحية العامة - (١٩٨٨)

ثاني مؤتمر دولي لتعزيز الصحة هو مؤتمر أديلايد وفيه تم تناول أن الصحة هي حق إنساني أساسي واستثمار اجتماعي سليم. وحث المؤتمر الحكومات على تعزيز الصحة من خلال السياسات الاقتصادية والاجتماعية والصحية المرتبطة. وشدد المندوبون على الحاجة إلى الإنصاف في الصحة وضرورة قيام الحكومات بإقامة تحالفات جديدة لتعزيز الصحة مع الشركاء مثل الشركات والمنظمات غير الحكومية ومجموعات المجتمع.

أعاد المشاركون التأكيد على الالتزام القوي بتحالف الصحة العامة الذي دعا إليه ميثاق أوتاوا.

حدد المؤتمر أربعة مجالات رئيسية ذات أولوية للسياسة العامة الصحية:

١.تحسين صحة المرأة.            ٢.الغذاء والتغذية. 

٣.التبغ والكحول.                   ٤.إنشاء بيئات داعمة للصحة.

ومن النتائج الايجابية لهذا المؤتمر انه ومنذ عام ١٩٨٨ ، تبنت العديد من المنظمات الدولية والدول والحكومات دون الوطنية سياسات الصحة العامة التي تجسد روح أديلايد.

المصادر:

1. http://www.nzdl.org/gsdlmod?e=d-00000-00---off-0cdl--00-0----0-10-0---0---0direct-10---4-------0-1l--11-en-50---20-about---00-0-1-00-0--4----0-0-11-10-0utfZz-8-00&cl=CL1.113&d=HASH01d2ae7a751a04a57bf5b392.2.2&gt=1
2. https://www.who.int/healthpromotion/conferences/previous/mexico/en/hpr_mexico_report_en.pdf?ua=1
3. https://iris.wpro.who.int/bitstream/handle/10665.1/6967/WPR_RC032_GlobalStrategy_1981_en.pdf
4. http://www.phac-aspc.gc.ca/ph-sp/pdf/perspect-eng.pdf
5. https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/156632/WHA34_R36_eng.pdf?sequence=1&isAllowed=y
6. https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/154893/WHA33_1980-REC-1_eng.pdf.?sequence=1
7. https://www.hhrjournal.org/2018/09/alma-ata-at-40-a-milestone-in-the-evolution-of-the-right-to-health-and-an-enduring-legacy-for-human-rights-in-global-health/
8. https://www.who.int/healthpromotion/conferences/previous/ottawa/en/
9. https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/ServicesAndSupport/ottawa-charter-for-health-promotion
10. http://www.nzdl.org/gsdlmod?e=d-00000-00---off-0cdl--00-0----0-10-0---0---0direct-10---4-------0-0l--11-en-50---20-about---00-0-1-00-0--4----0-0-11-10-0utfZz-8-00&cl=CL1.242&d=HASH01d2ae7a751a04a57bf5b392.2.2&gt=1
11. https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/104083/9789241506274_eng.pdf?sequence=1